الإوز المصري (أو الفرعوني)، المعروف علمياً باسم Alopochen aegyptiaca

الإوز المصري (أو الفرعوني)، المعروف علمياً باسم Alopochen aegyptiaca، هو طائر مميز يحظى بتاريخ طويل وبارز، خاصة في الحضارة المصرية القديمة. على الرغم من اسمه، فهو من فصيلة الإوزيات التي تضم البط والإوز والبجع، ويُعتبر أقرب إلى البط منه إلى الإوز "الحقيقي".
المظهر والخصائص
يتميز الإوز المصري بمظهره اللافت:
 * الريش والألوان: يمتلك ريشًا برتقاليًا محمرًا وبنيًا، مع علامات بيضاء وسوداء مميزة. منطقة الصدر والأجزاء السفلية بلون القرفة الفاتح مع بقع بيضاء.
 * الوجه: حول العينين توجد بقع مستديرة بلون الكستناء، وعيناه برتقاليتان.
 * المنقار والقدمين: منقاره وأقدامه المكففة وردية اللون.
 * الحجم: يتراوح طوله بين 63 و 73 سم، ويصل عرض جناحيه إلى 1.5 متر تقريبًا. يتراوح وزنه بين 1 و 4 كيلوغرامات.
 * التشابه بين الجنسين: الذكر والأنثى متشابهان في لون الريش، والفرق الوحيد الملحوظ هو أن الذكر غالبًا ما يكون أكبر حجمًا بقليل. يمكن تمييزهما أحيانًا من الصوت، حيث يكون صوت الأنثى أرق.
 * السلوك: طائر نهاري، يعيش غالبًا في أزواج أو قطعان صغيرة. معروف بسلوكه اليقظ والمدافع عن منطقته، خاصة خلال موسم التكاثر.
 * النظام الغذائي: يتغذى بشكل أساسي على البذور والأوراق والأعشاب، وفي بعض الأحيان يأكل الديدان والجراد والحيوانات الصغيرة الأخرى.
الموطن والانتشار
 * الموطن الأصلي: موطنه الأصلي هو إفريقيا، خاصة جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة وادي النيل.
 * الموائل المفضلة: يفضل الإوز المصري المسطحات المائية الكبيرة ذات النباتات النهرية، مثل البحيرات، البرك، والأنهار، والمستنقعات، والمناطق الرطبة بشكل عام. يتجنب الصحاري والغابات الكثيفة.
 * انتشار حديث: تم إدخاله إلى أوروبا في القرن الثامن عشر كطائر للزينة، وتوسعت أعداده في البرية هناك، خاصة في المملكة المتحدة وهولندا وبلجيكا وألمانيا.
الإوز المصري في مصر القديمة
احتل الإوز المصري مكانة خاصة ورمزية في الحضارة المصرية القديمة، فقد كان:
 * التقديس: اعتبره المصريون القدماء طائرًا مقدسًا، ونقشوا صوره على جدران المعابد والمقابر.
 * الرمزية الدينية: كان يُعتقد أنه رسول بين الأرض والسماء، ورمزًا للخصوبة. ارتبط بالإله "جب" (إله الأرض) حيث كان يُعتقد أن الإله "جن جن ور" (العظيمة الصاخبة)، وهو إله بدائي على شكل إوزة نيلية، وضع البيضة التي خرج منها كل الحياة.
 * الاستئناس: كان المصريون القدماء من أوائل من قاموا بتربية الإوز وتدجينه، واستفادوا منه في الطعام. كانت القطعان الكبيرة تُربى في ساحات الدواجن مع أحواض للمياه، وتُغذى بالحبوب وكرات الخبز.
 * القرابين: كان الإوز يقدم كقرابين للموتى والآلهة. وقد عثر على مومياوات للإوز في المواقع الجنائزية.
 * الاستخدامات المتعددة: بالإضافة إلى اللحم، استخدمت الدهون والبيض في الأدوية، والريش لحشو الوسائد وصنع المراوح.
 * طقوس فرعونية: عند تولي فرعون جديد العرش، كان يتم إطلاق أربع إوزات برية إلى أركان السماء الأربعة لتبارك حكمه بالازدهار.
حالة الحفظ
على الرغم من الصيد المستمر، إلا أن الإوز المصري ليس من الطيور المهددة بالانقراض حاليًا، فهو قادر على التكاثر والتكيف بشكل جيد في الطبيعة، كما أنه منتشر على نطاق واسع في موطنه الأصلي بأفريقيا. ومع ذلك، هناك تقارير حديثة تشير إلى أن أعداد الإوز المصري في مصر قد تكون مهددة بسبب عوامل مثل أنفلونزا الطيور وعدم انتظام التربية في مزارع حديثة.

تعليقات